-->

لقاءات كوهلر والبحث المغربي عن مخارج الفشل


بقلم :لحسن بولسان
مجددا يدخل المغرب دائرة الأضواء بعدما عاد لإعوجاجه المعهود في إطار تعاطيه مع المجموعة الدولية الملزمة بإحترام إرادة الشعب الصحراوي.كصحراويين لا نعتبرذالك بالجديد ،وبالتجربة لا يمكن الوثوق بكل ما يتلفظ به الساسة المغاربة ، فما يمسون عليه يناقض ما يصبح،والعكس هنا بالضرورة صحيح.لقد ظلت العرقلة المغربية لمساعي الأمم المتحدة جزء من سلوك طبيعي وحالة دائمة وموقف دائري في سياسة لم تبرحها منذ اللحظة التي أسست فيها البعثة الأممية للإشراف على إتمام مسارتصفية الإستعمار من الصحراء الغربية.وهذه بالظاهر طريقة المغرب في التعامل مع الأمم المتحدة التي إعتاد عليها العالم منذ عقود ،جامعا في سلته أكاذيبه ليحاجج بها حتى يبقى تعاطيه مع المجهودات الدولية أسير فهمه ووهمه وإشغال الجهد الدولي الرامي لتكريس حق الشعب الصحراوي ، بمزيد من محاولات التسويف و المماطلة والإلتفاف والمناورة ،في مسعى لرفع السقف والبحث عن ذرائع إضافية لربح مزيدا من الوقت ، وحتى تبقى الأمور الجوهرية على حالها وخلق في النهاية وضع سيمته الضبابية والغموض،والدوران في نفس الفلك ،والعودة إلى المربع الأول ويمر الزمان وتضعف إرادة أي وسيط دولي ويأي أخر ليدخل الدوامة ذاتها.
ولهذا لا يمكن العثور على ما هو جديد في تصريحات الساسة المغاربة سوى في الجوهر ذاته والرغبة بدفع الأمور إلى مَطارح أخرى، ليكون السلوك المغربي الواضح و العلني في الإعتراض على مجهودات السيد هورست كوهلر،مقدمة لفصل جديد من المناورات والعقبات التي تحاول في الحد الأدنى التخفيف من الإندفاعة القوية التي أبداها الممثل الشخصي للأمين العام الأممي .
وفي الأسباب الفعلية لهذا التماطل الذي يعكس قلقا مغربيا فعليا هو شروع السيد كوهلر في عديد اللقاءات والمشاورات بساحات وعواصم فاعلة ومؤثرة ولكن من النقاط التي ولدت شعورا مخيبا لدى المغاربة هو عودة السيد كوهلر إلى الإتحاد الإفريقي ، في إشارة واضحة أن مخطط السلام هو مخطط سلام أممي إفريقي ،ولا بد من إشراك الإتحاد الإفريقي وهو ما يخشاه المغرب ،خاصة بعد أن إشتدت دائرة الخناق على مشاريعه وأجنداته الخبيثة بإفريقيا ،مع العلم أن المجابهة بين الصحراويين والمغاربة لا تقتصر فقط على جبهة واحدة،بل ثمة جبهات وساحات عدة لم يجني منها المغرب سوى النكسات الموجعة ولم يستطيع تسويق أوراق قديمة فقدت صلاحية استخدامها،وهذه حقائق لا يمكن أن تخطئها العين ولا يتوه عنها النطر ،تجعل المغرب دوما في حالة من الغليان الهستيري الأعمى .
إن الوضع الحالي الذي تتحمل الأمم المتحدة المسؤولية الأكبر فيما آل إليه ،وخاصة فرنسا التي فقد فيتها دوره وجوهره ،وأضحى إستهلاكا دوريا لحماية المغرب من الإدانة الدولية ،بسبب هذا التعاطي المخجل مع الصلافة المغربية ،إن هذا الوضع يواجه اليوم منعطفاً ربما يكون الأكثر خطورة منذ الشروع في المساعي الدولية لفض النزاع المغربي الصحراوي وتحدياً هو الأصعب للأمين العام الأممي وممثله الشخصي ، بحكم أن الشعب الصحراوي لن يقبل بإستمرار هذا الوضع ،ولن يقبل أن يدخله أي كان سكونية ليس فيها أي دينامكية سوى الإنتظار اليوم وغدا والتعويل على ما لا يعول عليه 
أخيرا، يعنينا كصحراويين في أي مسار تفاوضي مع الإحتلال المغربي ، أن الثوابت والمحددات الواضحة والصريحة وفي مقدمتها الإستقلال الوطني ، ليست مادة للمساومة ، و ما عجز عن تحقيقه الإحتلال بالحرب لن يناله بسياسة المراوغة والتسويف والتعطيل. والمحسوم ، حتى وإن بحث الاحتلال عن مخارج فشل أي جهد دولي ،فإن أرادة الشعب الصحراوي وحدها هي التي ستنتصرولو تكالبت الدول من جهات الارض الاربع وسيبقى الشعب الصحراوي وإن تباينت درجة امتعاضه من المجموعة الدولية ،سيبقى مركزا على خياراته الذاتية ويقينا سيتعاطى بكثير من الكفاءة مع متطلبات المرحلة الحالية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *